السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الجن يمرض ؟؟ هل امراضهم تشبه امراضنا ؟؟ هل لديهم اطباء ؟؟ هل يمكنهم مساعدتنا فى العلاج من بعض الامراض العضويه المستعصيه ؟؟
لقد وجدت سؤالا من شخص يسأل عن جواز استخدام الجن فى الامور الطبيه ؟
ووجدت الرد على هذا السؤال مشجع جدا ويبعت الامل فى نفوس الكثير من المرضى
وهو مادفعنى ان اضع هدا الموضوع واستفهم منك شيخنا الكريم واطلب الاستيضاح اكثر بارك الله فيكم ....وهدا هو الرد :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
لم نقف على دليل شرعي يمنع استخدام الجن في العلاج والأشياء المباحة، والأصل في الأشياء
والمعاملات والمنافع الإباحة على الراجح من أقوال أهل العلم إلا ما دل الدليل على منعه وتحريمه.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلام في "مجموع الفتاوى" بهذا المعنى، يدل على جواز استخدام الجن في الأشياء المباحة كجواز استخدام الإنس فيها.
فيقول رحمه الله: ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له، فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له...
ومن كان يستعين بالجن ويستعملهم فيما نهى الله عنه ورسوله.. فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان
ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص..
في كتاب "أحكام الجان" للإمام محمد عبد الله الشبلي الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 769هـ يقول المؤلف باب في تعليم الجن الطب للإنس
فيذكر تحت هذا العنوان روايات وأخبارا بسنده إلى أصحابها الذي علمهم الجن بعض الوصفات الطبية
ومن ذلك ما حدث لأحد الأعراب من بني سليم في زمن الحسن البصري رحمه الله أن الجن علموه وصفة من البقول الخاصة من واد معين
ليعالج بها أخاه من مرض مزمن أصابه، وكان قد نذر لله إن شفي أخاه أن يحج ما شيا مزموما
فلما سأل عن ذلك الجني الذي علمه الوصفة المذكورة قال له: إنه لا علم له بالشريعة أو كلاما بهذا المعنى
ولكن أرشدك إلى رجل صالح هو الحسن البصري فاسأله، فلما أتى الحسن البصري وأخبره بالقصة بكى..
وليس المقصود بهذا الاستدلال القطعي ولا الاحتجاج، وإنما المقصود الاستئناس، وأن التعامل مع الجن سائغ في كثير من البيئات وعبر التاريخ
وقد علق الدكتور السيد الجميلي محقق الكتاب على القصص التي وردت في هذا الباب بقوله:
ادعى بعض الناس أن الجن يعلمونهم الطب وهم أدعياء في الغالب، لأن الذي يأتون به لم تقم عليه حجة قاطعة أو دليل علمي
وإن حصول المطلوب من علاجهم لا يقطع بإباحته. والله أعلم.
والذي لا شك فيه أن في الجن مؤمنين وصالحين يمكن أن يدلوا إخوانهم من الإنس على الخير
ويفرجوا عنهم من الكربات ما يستطيعون تفريجه، كما حث على ذلك الإسلام
**********************